إغاثة المنكوبين

فمن أجلِّ وأجملِ نعوت المجتمع المسلم أن يتمتع أفراده بالمروءة والشهامة وإغاثة الملهوف، تلك السجايا التي تطرز النفوس بالخيرات وتُحوِّلُ الحياة إلى طعومٍ طيبةٍ، وتعزز معاني الوئام بين القلوب، وفي نور هذه المعاني الحسانِ يتفيأ المؤمنون ظلالها الوارف ويتنسمونَ طِيبَ عَرْفِهَا الشَّذِي ويتقاسمون أصدقَ صُوَرِ التدين الحقيقيِ النَّابعِ من أوامر القرآن الكريم والسنة المطهرة، وفي جماله يتنافسون:

وما المرءُ إِلاّ حيثُ يجْعَلُ نفْسَهُ ♦♦♦ فكُنْ طَالِباً في النَّاسِ أعْلَى المَرَاتِبِ، قال عز وجلَّ: ﴿… وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [الحج جزء الآية 77]، وقال الله تعالى: ﴿ وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ﴾ [البقرة جزء الآية 237]، وفي دائرة التعامل اليومي للمجتمع بين الأفراد تبدو إمارات الألفة بين الناس في قضاء المصالح وإجابة أهل الحاجات وفعل المروءات، ولا شك أن أعظمها وأبقاها ما كان متداولاً بين القلوب بطعم الإيمان، قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: (المؤمن يألفُ ويؤلف، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف، وخير الناس أنفعهم للناس) عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه وقال: إسناده حسنٌ)، وقال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: (إنَّ للهِ عبادًا خلقَهم لحوائجِ الناسِ يفزعُ الناسُ إليهم في حوائجِهم أولئك الآمِنونَ يومَ القيامةِ)