إن تعظيم سنة النبي -صلى الله وعليه وآله وسلم- من أركان الإيمان وقواعد الدين ومحكمات الشريعة التي يجب أن تجتمع عليها الأمة لتحميها بإذن الله من المهالك، وتكون لها سياجاً منيعاً ضد عوامل الضعف والتفكك والاختلاف والتنازع قال تعالى: “قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ” [آل عمران: 31]، وقال سبحانه: “فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ” [النور: 62]، وإن صور وأحوال تعظيم النبي -صلى الله عليه وسلم- وسنته وإجلاله ومحبته كثيرة ومتنوعة، منها اتباع سنته الشريفة ظاهراً وباطناً، ولزوم طاعته على الدوام وفي كل الأحوال، فلا دليل أدل على التعظيم والحب من هذا الاتباع المبارك واللزوم للسنة النبوية “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ” [الأنفال: 20]، واتباع سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- في كل الأحوال هو حقيقة وأساس التعظيم والإجلال للنبي -صلى الله عليه وسلم- وأقواله وأفعاله، وهو الحب الحقيقي الصادق الذي يفضح كل ادعاء وكلما كان العبد معظماً للسنة النبوية متبعاً الهدي النبوي عامراً ظاهره وباطنه بالتأسِّي بالنبي -صلى الله عليه وسلم- كان أعظم توفيقاً وتسديداً وكان أسلم الناس رأياً وقولاً وفعلاً ومنهجاً.

 وفي ذات الوقت حذر الحق سبحانه من رد السنة، وتوعد المعرضين عنها بأشد أنواع العذاب لأنهم في الحقيقة هم المفسدون الظالمون (وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ * وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ * وَإِن يَكُن لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ * أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [النور: 47- 51].