طباعة المصحف الشريف

من خيرِ الأعمالِ الصالحة العنايةُ بكتابِ الله تعالى، تعلُّماً وتعليماً، وطباعةً ونشراً، قال ﷺ «‌خَيْرُكُمْ ‌مَنْ ‌تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ» رواه البخاري، وكتابةُ المصحفِ أو طباعتهُ ووقفُه من العمل الصالح الجاري ثوابُه ما بقيَ الانتفاعُ به، كما أنّ طباعةَ المصاحفِ ونشرَها من الإعانةِ على تلاوة ِكتابِ الله ومُدارستهِ وحفظِه، قال ﷺ «إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِنْ ‌صَدَقَةٍ ‌جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ » رواه مسلم ، وقال ﷺ «إنَّ ممّا يلحقُ المؤمِنَ من عملِهِ وحسناتِهِ بعد موتِه علماً عَلّمه ونَشَرَه، وولداً صالحاً تركَه، أو ‌مُصحفاً ‌ورَّثه، أو مسجداً بناه» رواه ابن ماجه وحسّنهُ الألباني.

وهو أيضاً من الدعوةِ إلى الله؛ فكم شرح الله صدرَ كافرٍ للإسلامِ لـمّا قرأ القرآنَ أو استمعَ إليه، ولَأنْ يهديَ اللهُ على يديكَ رجلاً واحداً خيرٌ لكَ من الدنيا وما فيها.

ومِن أعظمِ محاسن المملكة العربية السعودية ومن أَجَلِّ مُنجزاتها إنشاؤُها مُجمَّعَ الملكِ فهد لطباعةِ المصحفِ الشريف، بأعلى مواصفاتِ الجودة، وطباعةِ تفاسيره، وطباعةِ ترجماتِه بأكثرَ من سبعينَ لغة، وتوزيعِه في مشارقِ الأرضِ ومغاربِها، وتوفيرِها عبرَ التطبيقِ الالكتروني، فبارك اللهُ في الجهود، ونفع بها، وجعلها في ميزان ولاة الأمر، وميزانِ كلِّ مَن أسهم في هذا العملِ الجليل.