فضل الحج والعمرة

قال تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ﴾ [آل عمران:97]، وقال تعالى: ﴿ وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ﴾ [البقرة:125].

الحج أحد أركان الإسلام ومبانيه العظام، وهو من أفضل الطاعات، وأجَلَّ القربات، وهو عبادةُ العمرِ، وختامُ الأمرِ وتمام الإسلام، وتمام الدين، وفي الحديث: عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ، شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَصَوْمِ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَحَجَّ الْبَيْتِ».

ومن حج بيت الله الحرام فقد كمُل إسلامه، وفي الحديث: قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: جَاءَ جِبْرِيلُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ مَا الْإِسْلَامُ؟ فَقَالَ: «تَعْبُدُ اللَّهَ لَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ» قَالَ: فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ فَأَنَا مُسْلِمٌ؟ قَالَ: «نَعَمْ» قَالَ: صَدَقْتَ.

والحج والعمرة جهاد الكبير والمرأة والضعيف، وفي الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ _ إِنْ كَانَ قَالَهُ _ «جِهَادُ الْكَبِيرِ وَالضَّعِيفِ وَالْمَرْأَةِ الْحَجُّ وَالْعُمْرَةُ»

والحج من أفضل الأعمال عند الله تعالى، وفي الحديث: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ، وَأَيُّ الْأَعْمَالِ خَيْرٌ؟ قَالَ: ” إِيمَانٌ بِاللهِ وَرَسُولِهِ ” قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: ” الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ سَنَامُ الْعَمَلِ ” قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: ” حَجٌّ مَبْرُورٌ ”

قال ابن رجب في لطائف المعارف صــ241″: “الإيمان بالله ورسوله وظيفة القلب واللسان، ثم يتبعها عمل الجوارح، وأفضلها الجهاد في سبيل الله، وهو نوعان: أفضلهما: جهاد المؤمن لعدوه الكافر، وقتاله في سبيل الله، والثاني من الجهاد: جهاد النفس في طاعة الله، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:  في حَجَّةِ الْوَدَاعِ: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِالْمُؤْمِنِ؟ مَنْ أَمَّنَهُ النَّاسُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ، وَأَنْفُسِهِمْ، وَالْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُجَاهِدُ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ فِي طَاعَةِ اللَّهِ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ الذُّنُوبَ وَالْخَطَايَا»

وأجر الحج والعمرة على قدر التعب والنفقة، وفي الحديث عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهَا فِي عُمْرَتِهَا: «إِنَّ لَكِ مِنَ الْأَجْرِ عَلَى قَدْرِ نَصَبِكِ وَنَفَقَتِكِ»

الحجاج والعمار وفد الله، وفي الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «الْحُجَّاجُ وَالْعُمَّارُ، وَفْدُ اللَّهِ إِنْ دَعَوْهُ أَجَابَهُمْ، وَإِنِ اسْتَغْفَرُوهُ غَفَرَ لَهُمْ»

ومن هذا المنطلق سعى وقف مزهر الخيري إلى المشاركة المجتمعية لهذه الفضيلة وذلك من خلال قيام رحلتان الأولى في السابع من رمضان والثانية في الحادي والعشرون كل رحلة ما يقرب من خمسين شخص.